في الاونة الاخيرة راينا تدهورا واضحا لصنف الرعب حيث اصبح صنفا لاصحاب الاريدات الصغيرة والمخرجين الصغار حيث يقومون بصنع افلام دات افكار مكررة وقصص ضعيفة فقط لاجل لقطات مرعبة او نسميها لمحات مخيفة لذلك فقد اصبحنا متعطشين لرؤية فيلم واحد يشبع رغباتنا بقصة فريدة ومبتكرة
وفي سنة 2015 صدر اخيرا فيلم بهذه المواصفات

It Follows
تمكن هذا الفيلم من تحقيق إيرادات قدرها (20.3 مليون دولار) مقابل ميزانيته الضئيلة التي قُدّرت بـ (2 مليون دولار) فقط
دعونا نتحدث عن القصة
الممثلة الشابة مايكا مونرو التي تلعب دور فتاة في 19 من عمرها مع الشاب هيو فتاول في علاقة كمعظم العلاقات في المجتمع الامريكي . و هذه ستكون بداية رعب للفتاة ،لأنها ستجد نفسها مطاردة من طرف كيان غريب يأخذ شكل أي شخص سواء ميت تعرفه أو لا تعرفه ، المهم أي شخص يقترب منك ببطء و في اتجاهك و لا تراه غير أنت قد يكون هو الكائن فعليك الهرب منه باستمرار و لا تجعله يقترب منك لأنه بمجرد الوصول إليك سيقتلك بعلاقة جنسية يمارسها مع الضحية ،و لذلك فقد تم نقل هذه اللعنة بواسطة هيو ثم الى جاي و تبقى اللعنة متسلسلة من ضحية الى ضحية أخرى ، و ان ماتت الضحية الأخيرة ترجع للضحية التي قبلها و لهذا فعلى جاي نقل اللعنة الى شخص آخر بممارسة الجنس معه و انتضار هذا الأخير ممارسته مع شخص آخر
مصدر القصة
اخراج ديفيد ميشل تخيل فكرة الفيلم بناء على أحلام كانت تراوده في شبابه بأن شيء يتبعه و يطارده ، و بهذا أضاف بعض الفلسفة و تحسينات بسيطة و أخرج لنا هذا الفلم بميزانية متواضعة جدا لا تتعدى المليوني دولار
احداث الفيلم
الفلم بدا بداية رهيبة ومزعجة تجعلك في حيرة من امرك حيث صور لنا فتاة تخرج من بيتها مفزوعة هاربة من شيء غير مرئي ، تركب سيارتها وتتجه مباشرة للشاطئ ، ثم تهاتف والدها وهي تبكي لتطلب منه ان يسامحها بعد ذلك نرى جثتها ممدة على الشاطئ مكسورة الرجل في مشهد مرعب .
يبدا الفيلم وطبعا لن تجد اجابتك عن ما حدث في البداية بل وحتى ان الكاتب اهمل لنا تلك اللقطة وتركها لنهاية لتجيب لوحدك عن تساؤلاتك
نكمل مع احداث الفيلم التي تزيد تشويقا مع كل دقيقة لقطات رعب مبتكرة مطاردات جميلة تجعل دقات قلبك تتسارع ضف الى ذلك شوقك لمعرفة ما سيحدث مع البطلة وما مصيرها في النهاية
ما لم يعجبني في الفيلم
طبعا ومن المستحيل ان تجد فيلما متكاملا من جميع النواحي فالانسان بطبعه خطاء
وهنا نذكر ان ديفد قد اهمل لنا بعض الجوانب التي لم يلتفت لها ومنها
عدم ذكر هوية او مصدر الكيان -
ما علاقة هذا الكيان بالجنس -
اراء النقاد بالفيلم
النقاد اعجبو بالفيلم واعطوه تقييم مرتفع وذلك راجع لما ابرزه الفيلم من واقع إجتماعي يثبت نفسه في المجتمع الأمريكي و هو الإنفتاح في العلاقات العاطفية بدون التفكير في العواقب. في بعض المشاهد في الفيلم يقبل الشخص على العلاقة رغم علمه بوجود اللعنة. أصبحت لهم هذه العلاقة مجرد شهوة يقضونها وقتما أرادوا دون التعرف بشكل كافي عن الشريك الذين يشاركهم في هذه العلاقة، و بهذا انتشرت الأمراض الجنسية بشكل كبير، و قد تصبح هذه الأمراض مثل الشبح الذي يقترب منك يبطئ مهما حاولت الهرب منه حتى يتمكن منك و يقضي عليك لذلك نلاحظ إن الفلم فيه رسائل جيدة للإنسانية عامة و للمجتمع الأمريكي خاصة و لهذا أصبحت الفكرة من فكرة بسيطة إلى فكرة عبقرية أثارت انتباه النقاد و نالت إعجاب الجمهور.

الخاتمة
في الأخير وبعد كل شيء يجب علينا التصفيق، فقط كانت جرأة كبيرة منه لتقديم مثل هذه الفكرة البسيطة و اعتماد تصوير كلاسيكي بدون أي مؤثرات بصرية و بميزانية ضئيلة و استطاع الفوز بكل هذه الإشادة و النقد الايجابي فهو نجاح كبير جدا.
كذلك التمثيل الجيد من طرف الممثلة الشابة مونيكا الذي جعل الأحداث أكثر واقعية و هي تقوم بدورها بإتقان وبطريقة واقعية جدا فهناك الكثير من الدموع التي تبذل و الصرخات المدوية و المطاردة الى جانب الموسيقى الرائعة التي ناسبت المشاهد بشكل جيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق